كيف ينتصر أطفالنا لغزة؟


كيف ننصر غزة؟ سؤال في عيون أطفالي يطاردني بعد كل قصف وكل محرقة .. وأنصاره من تساؤلات عديدة أحاول أحيانا أن أجيب عليها بإجابات دبلوماسية أو لا أجيب .. وفى المجمل لا أعطى لأبنائي إجابة شافية ، وأنا ألمح في عيونهم قلقا ليس صغيرا كسنوات عمرهم الغضة السؤال نفسه توجهت به إلى نفسي كثيرا ولكنني ما فتأت أهرب من الإجابة عليه بحشر نفسي وسط زحام المظاهرات أو زحام كلمات أسطر بها مقالا تتشرب صفحاته من دموعي المتساقطة والتي أيضا لا تقدم إجابة شافية عن السؤال نفسه! بالأمس كرر أولادي النظرة نفسها .. والتساؤل نفسه .. ولكنني ما لبثت أن نزلت إلى الشارع حتى وجدت جموعا تتظاهر غضبا فوجدتها فرصة لأذوب فيها حيث تختلط في صيحاتها عبراتي بكلماتي ثم أعود إلى البيت منهكة غير قادرة على الكلام .. والخلاصة : لا إجابة! فى الصباح أتيت إلى العمل ومكثت أبحث بين طيات الصفحات عن أى شىء يدلنى من قريب أو بعيد إلى الإجابة لكنني لم أزدد قربا من الإجابة عن أي يوم مضى ! ووجدت أن أقصى ما تقدمه مهنتنا للقضية أن تعلن الحقائق وتكشف مستور التصريحات الرسمية العربية الخبيثة حول الأحداث .. ننشر الحقيقة والحقائق في أكبر قضايا الأمة العربية والإسلامية مصيرية دورنا .. أن نفضح مناورات التصريحات والمزايدات الرسمية العربية التي تتواكب مع كل حدث مصيري كذلك الذي اندلع في غزة. ورغم إيماني بخطورة ما يمارسه الإعلام في تلك المرحلة من الحفاظ على القضية من أن توارى الثرى بسهولة ويسر كما يتمنى حكامنا العرب إلا أنني لم أجد في ذلك رسالة مقنعة لأولادي الذين أشعر أن عليهم هم الآخرون دورا لابد أن يبدؤوا بصياغته منذ سنوات وعيهم الأولى ، إذ لابد ان تكون أحلامهم وأمانيهم متناغمة مع الهدف الأسمى لأمتنا ألا وهى التحرر من نير الاستعمار حتى تستعيد منطقتنا العربية عافيتها السياسية والاقتصادية والريادية.. إذ لابد وان يشبوا مثلهم مثل كل أبطال غزة وهم مؤمنون حقا ومتشوقون صدقا لأن يلقوا الله شهداء في سبيل تلك القضية ، وعلينا كآباء أن نكون على وعى ونحن نعبأهم بالحماسة أن نحصنهم بالوعي في تصريف تلك الحماسة حتى لا تتحول إلى قنبلة تنفجر في نفسها أو في غير أهدافها التي يحب الله، أو تفقد فعاليتها نتيجة عدم الاستخدام فتتحول إلى سلبية نفسية أو عدم انتماء سلوكي وفكري لقضايا الأمة. كيف يخدم الصغار القضية؟ ينقل لي أولادي دائما انفعالات وتفاعلات زملائهم مع القضايا المطروحة على الساحة، و ألحظ أن الفضائيات العربية قد ساهمت في تطويرها والرقى بها عن أي مرحلة سبقت في حياة أمتنا، ولذلك فإن على أطفالنا أدورا تجاه القضية الفلسطيني لتنمية هذا الوعي لدى الأجيال الجديدة منها: * توضيح القضية لدى زملائهم وإزالة الالتباسات التي تعمد إليها التصريحات الرسمية العربية لتشويه صورة المقاومة الشريفة حث رفاقهم الصغار على دعم المقاومة بالتبرعات المالية والعينية وإرشادهم إلى الهيئات الخيرية التي تقوم بدور توصيل المعونات إلى أهلنا فى غزة إلقاء الكلمات والشعر في الإذاعة المدرسية لإيقاظ القضية وإبقائها حيه في ضمير الصغار عمل معارض صور عن ضحايا المجزرة والخراب في غزة وإرفاقها بتعليقات ساخرة ومقتطفات من تصريحات الزعامات العربية المتخاذلة لا بأس من كلمة بسيطة وسط الزملاء تحدثهم عن قيمة الشهادة والجزاء العظيم الذي ينتظر الشهداء ، ومطالبة الزملاء بتجديد النية كل يوم على الموت شهادة فهذا أدعى لأن ننال أجر الشهادة ولو لم نكن في ميدان الحرب ارتداء الكوفية الفلسطينية لإرسال رسالة مفادها بأننا كلنا فلسطين عمل إعلام فلسطينية من الورق أو القماش وتعليقها على المنازل والسيارات والدراجات استحضار نية أمة عظيمة .. أمة محررة .. أمة منتصرة كهدف للمذاكرة والتفوق تبادل رسائل الـ sms مع الزملاء للتواصي بالدعاء لفلسطين وأهل فلسطين بالنصرة والتحرير ومغادرة العدو منطقتنا العربية كلها الحديث عن تاريخ القضية الفلسطينية مع الزملاء والتأكيد على الحق الفلسطيني والعربي في الأرض الفلسطينية كلها بما فيها فلسطين 48 وحق عودة اللاجئين والتأكيد على عروبة القدس كعاصمة أبدية للدولة الفلسطينية يمكن عمل قاموس فلسطيني بالتعاون مع الوالدين و معلم الدراسات والزملاء لحصر أسماء المدن الفلسطينية سواء في فلسطين 48 أو 67 ، وكذلك حصر أسماء القادة التاريخيين لفلسطين وكذلك المذابح الصهيونية ضد الشعب المحتل * رسم وطباعة خريطة فلسطين من البحر إلى النهر وترويجها بين الزملاء حتى تنطبع في ذاكرة تلك الأجيال *عمل أبحاث عن عادات وتقاليد الفلسطينيين وأكلاتهم الشعبية واحتفالاتهم الاجتماعية وأزياءهم القديمة والجديدة